تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تسعيرة "اللواج" تصل ل80 دينارا في الأعياد والمناسبات: التنقل خارج الولاية كابوس يؤرق متساكني قبلي

عندما التقيت الطالبة مريم (27 سنة) قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام في محطة باب عليوة وهي تنتظر الحافلة التي ستقلّها لمعتمدية سوق الأحد من ولاية قبلي، كانت تتحدث إلينا عن الهاجس الذي ينتابها كلّما فكرت في العودة إلى مسقط رأسها بسبب غياب وسائل النقل خاصة في أوقات الذروة والمناسبات والأعياد مما دفعها لشراء تذكرة الحافلة قبل عدة أيام خشيَة نفادها مع اقتراب العيد.

تقول مريم أن بعض سائقي سيارات الأجرة "اللواج" يقومون باستغلال هذه الفرص لزيادة التسعيرة لتصل إلى ضعفها أو أكثر حيث تبلغ التسعيرة في الأيام العادية 40 دينارا لتصل إلى 60 و80 دينارا في المناسبات مما يعمّق حسب تعبيرها معاناتهم المستمرة في هذا الشأن، طالبة من سلطات الإشراف مراجعة برامج الرحلات خاصة في المناسبات علّها تساهم في الحدّ من هذه المعاناة .

ملف الصوت

وأمام الوضع الكارثي للنقل العمومي في تونس وخاصة النقل بين المدن الذي تحوّل إلى كابوس مزعج يؤرق مستعمليه، يعاني متساكنو ولاية قبلي، الواقعة بالجنوب الغربي من الجمهورية  التونسية والتي يبلغ عدد سكانها حسب آخر الاحصائيات أكثر من 168 ألف متساكن، من مشاكل مزمنة في النقل بين الولاية والولايات المجاورة القريبة منها والبعيدة وذلك في ظل غياب شركة جهوية للنقل مما عمّق الأزمة أكثر حسب ما يقولوه متساكني الجهة.

صورة لحافلات قبلي بمحطة باب عليوة وصورة لاكتظاظ محطة الحافلة سوق الاحد

صورة لحافلات قبلي بمحطة باب عليوة وصورة لاكتظاظ محطة الحافلة سوق الاحد

*خطوط متوقفة منذ أشهر: 

قال الممثل الجهوي للشركة الجهوية للنقل بقابس السيد هشام المغزاوي عن مواجهة  الإدارة العامة بقبلي التابعة للشركة الجهوية للنقل بقابس لأزمةٍ كبيرة جرّاء توقف 5 خطوط من أصل 6 وهي خط قبلي/سوسة وقبلي/قفصة ودوز/قابس وقبلي/صفاقس ودوز/صفاقس، مقابل الإبقاء على خط  وحيد وهو قبلي/قابس والذي توقف بدوره في أيام الامتحانات وذلك لاستغلال الحافلة لنقل التلاميذ خلال الأسبوع المغلق نظرا للنقص الحاصل في الحافلات المدرسية على أمل أن تعود للعمل اثر انتهاء الامتحانات. 

حيث كانت تؤمّن هذه الحافلات 4 سفرات يوميًّا ذاهبًا وإيابًا إلى هذه الولايات ليبلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمات حاولي 200 مواطن يوميا...

ويعود سبب توقف هذه الخطوط الخمسة، من أصل ستة خطوط تتمتع بها الولاية، حسب ما أفادنا بيه السيد هشام المغزاوي إلى الأعطاب الفنية التي تصيب هذه الحافلات بسبب حالة التهرّم التي تعاني منها وكذلك بسبب فقدان قطع الغيار وارتفاع أسعارها وعجز وزارة النقل على توفيرها نظرا لتراكم الديون...

ومما صعّد هذه الأزمة هي عدم استقلالية القرارات التي تتخذها الإدارة الجهوية للنقل بقبلي حيث لابد من العودة في كل مشكلة تواجه الحافلات بقبلي إلى الإدارة الجهوية للنقل بقابس نظرا لتبعيّة الأسطول لها وهو ما يؤخر بدوره الحلول المقترحة وتطبيقها في كل مرة. مما عمّق بدوره أزمة مواطني الجهة في تنقلهم اليومي..

*النقل في فترات الأعياد كابوس يؤرق الطلبة والمواطنين: 

باتت الأعياد والمناسبات الدينية أحد الكوابيس التي تلازم طلبة الجهة في مختلف ولايات الجمهورية ، حيث تعيد مشاكل النقل طرح نفسها على الطاولة من جديد في كل مناسبة رغم الإجراءات التي تتخذها وزارة النقل من تأمين حافلتين اضافيتين لكل من قبلي ودوز وتكون حالة الحافلات كارثية في معظم الأحيان حسب ما تحدثت عنه جيهان (22 سنة طالبة حقوق) مؤكدة توقف الحافلة المقلّة لهم من تونس باتجاه قبلي خلال أحد الأعياد لمرتين بسبب تعطلها مما جعل الرحلة تستغرق 10 ساعات بدلا من 7 ساعات في الحالة العادية. 

يقول سالم(28سنة) أحد طلبة الجهة بتونس أن معاناتهم مع النقل باتت تسبب قلقًا نفسيّا لهم أثناء قضاء الأعياد مع عائلتهم فهاجس العودة وصعوباتها ما ينفك يراودهم مما يسرق فرحة استمتاعهم بتلك اللحظات الثمينة. 

Fichier vidéo

يؤكد من جهته الناشط بالمجتمع المدني محمد (31سنة) أن غياب شركة جهوية للنقل خاصة بولاية قبلي هو من أهم أسباب تفاقم هذه الأزمة بهذه الولاية محمّلا المسؤولية لمتساكني الجهة لعدم احتجاجهم على هذه الأوضاع حسب رأيه و"هو ما عزز بدوره مماطلة وتسويف وحرمان الجهة من مستحقاتها في النقل" على حد قوله. داعيا مواطني الجهة إلى عدم الاكتفاء بالتشكي والتظلم الافتراضي من خلال منشورات على منصة الفيسبوك بل يجب أن تتحول تلك المطالب إلى أرض الواقع. مؤكدا أن التجاء المواطنين والطلبة إلى حلول لا قانونية "الكوفواتيراج" ، وهي طريقة للتنقل تعتمد على عرض الأشخاص الذين يمتلكون سياراتهم وطلب الراغبين في السفر إلى نفس الوجهة مرافقتهم مقابل مبالغ مالية محددة، إنما هي حلول وقتية وغير مضمونة ومحفوفة بجملة من المخاطر نظرا لغياب رقابة الدولة على هذه العملية  خاصة في ظل امتناع وزارة النقل عن تبنيها  وتقنينها وتنظيمها مثل بقية البلدان.

*دعم الوقود وتحويل محطة سيارات الأجرة أحد الحلول الممكنة للحد من هذه الأزمة 

أشار السيد محمد بشير عميرة رئيس غرفة سائقي سيارات الأجرة "لواج" بقبلي أنّ أزمة غياب سيارات الأجرة تحدث مهما تضافرت الجهود لتأمين أكبر عدد من "اللواجات"، ويعود ذلك لتنقّل المواطنين والطلبة بأعداد كبيرة في فترة واحدة، مما يجعل سيارات الأجرة تتوفر في اتجاه واحد. 

مؤكدا أنّ العائق المتسبب في هذه الأزمة هو قدوم سيارات الأجرة بأماكن شاغرة ولا يمكنها العودة بأماكن ناقصة أو فارغة تمامًا لأنّ ذلك يُعدّ خسارة للسائق خاصة في ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات وهو ما يفسّر بدوره اختفاء هذه الوسيلة خلال المناسبات. 

وأضاف في ذات الإطار أن مكان المحطة يعتبر أيضا من بين الأسباب المعززة لهذا الاشكال خاصة وأن موقعها الحالي يعتبر بعيدا عن مركز الولاية وعن كل المؤسسات والمرافق العمومية فهو مكان يصعب الوصول إليه خاصة في الأوقات المتأخرة مما يعرقل على المواطنين سهولة النفاذ إلى وسائل النقل بين المدن. 

ليقترح من جهته عودة المحطة لموقعها القديم علّها تخفف من وطأة معاناة المواطنين في التنقل من وإلى المحطة..

 كذلك أشار إلى بعض الحلول التي وجب طرحها على الجهات المسؤولة كدعم الوقود كأحد أهم الحلول التي من شأنها أن تسهّل توفّر سيارات الأجرة في المناسبات علّها تساهم في تخفيف الضغط على الحافلات والحد من اكتظاظ المحطات وتوفير خدمة التنقل لعدد أكبر من المواطنين وتأمين عدد سفرات إضافية. 

مؤكدا أن غرفة سائقي سيارات الأجرة اللواج تقدمت بمطلب لوالي الجهة الذي وعد بتوفير 50 رخصة لسيارات اللواج في الفترة القادمة منتظرين انعقاد الجلسة في القريب العاجل. 

في ذات السياق يشار إلى أنّنا حاولنا الاتصال في أكثر من مرة بولاية قبلي المتمثّلة في شخص والي قبلي السيّد محمد الطيب خليفي، لكننا لم نلقى أي ردّ وأي تجاوب وأي تعاون... 

الصحفية مبروكة شلشول

Articles en relation