تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

غابات القصرين ثروة بيئة وإيكولوجية هامة يتهددها الخطر

بتكلفة جملية تقدر ب 300 ألف دولار وفي إطار برنامج ممول من قبل منظمة الأمم المتحدة لتغذية و الزراعة تحاول مصالح دائرة الغابات بولاية القصرين التدخل في المناطق الغابية التي ضربتها "حشرة القلف" على غرار غابة "خشم الكلب" وغابة "طم صميدة" التي تمسح 5500 هكتار تقريبا إلى جانب "غابة درناية 1 وغابة درناية 2" و غابة "عين عمارة 1 وعين عمارة 2" بمعتمدية فوسانة.

إنتشار "حشرة القلف" التي تؤدي إلى تيبس الأشجار إضافة إلى تواصل الإعتداءات البشرية و الزحف العمراني و تعدد الحرائق خلال فصل الصيف و غيرها من الإشكاليات أصبحت تعتبر من أكثر التحديات التي تهدد الثروة الغابية بولاية القصرين و التي تتركز بها 19 بالمائة من المساحات الغابية بكامل البلاد التونسية، كما تصل مساحات الصنوبر الحلبي بالجهة إلى 36 بالمائة من المساحة الجملية الوطنية، كما يبلغ معدل أعمار الأشجار إلى 150 سنة.

المساحات الغابية بولاية القصرين ثروة وطنية و مصدر عيش لمتساكنيها

بحسب الأرقام الرسمية تتصدر ولاية القصرين الترتيب الوطني من حيث المساحات الغابية التي تمت على مساحة 185 ألف هكتار و هو ما يجعلها داعما إقتصادي و إيكولوجية هام حيث تحتل الجهة سنويا المراتب الأولى وطنيا في إنتاج جبوب الصنوبر الحلبي على غرار إنتاجها ل 19786 هكتار من "الزقوقو" أي ما يعادل 1356 طن خلال الموسم الفلاحي الحالي. و تتركز مواطن إنتاج "الزقوقو" بغابات العيون و تالة و حيدرة و فوسانة و سبيطلة.

جمع الزقوقو و الإكليل و الحطب مهن إختص بها البسطاء من متساكني المناطق المتأخرة لجبال القصرين كما أنها تعتبر مورد مالي هام لتدعيم خزينة الدولة حيث تشير الأرقام إلى أن خزينة الدولة إستفادت سنة 2021 من 1.3 مليون دينار بفضل إكليل الجبال و ما يفوق 130 ألف دينار من مداخيل مخاريط الصنوبر الحلبي. إضافة إلى بيع نباتات جبلية مختلفة تدخل حيوية تنموية و توفر مداخيل للفيئات الإجتماعية الضعيفة المستقرة بسفوح الجبال.

Fichier vidéo

فضلا عن دورها التنموي و الإجتماعي تعتبر جبال القصرين موطنا الثروة حيوانية هامة حيث لطالما كانت ملجئ لحيوانات نادرة و مهددة بالإنقراض مثل حيوان "الأرو" الذي كانت تقدر أعداده في مرتفعات الشعانبي بحوالي 800 رأس قبل أن يتفرق بمفعول الإرهاب و القصف الذي إستهدفت المحمية الطبيعية في إطار تتبع جيوب المجموعات الإرهابية التي إستقرت بالمنطقة خلال العشرية الأخيرة. 

الحرائق و الإعتداءات المتواصلة والأمراض... مخاطر و تحديات تواجه غابات القصرين

يتحدث يامن حقي الرئيس السابق لداذرة الغابات بالقصرين معبرا عن تخوفه من تواصل الإعتداءات و المخاطر التي تهدد جبال القصرين قائلا بأن "غابات القصرين هي ثروة طبيعية لا تقدر بثمن و ستكون للحرائق المتعددة التي تتعرض لها سنويا تأثيرات سلبية على المنظومة البيئية و على الإنسان و الحيوان على حد السواء" بحسب تعبيره، نظرا لإمتدادها على مساحات هامة تلامس من خلالها منابت الحلفاء المنتشرة على مساحة 150 ألف هكتار. 

و يذكر هنا بأن الجهة تشهد سنويا خلال فترة الصيف حرائق مختلفة بالمناطق الجبلية بفعل إرتفاع درجات الحرارة حيث يصل عدد الحرائق سنويا إلى حوالي 60 حريقا على مساحة جملية تقدر ب 1000 هكتار من المساحات الغابية. 

فضلا عن ما شهدته من أضرار خلال فترة ما بعد الثورة من قصف مدفعي و جوي في إطار تتبع الوحدات العسكرية للمجموعات الإرهابية التي إستوطنته و عملت على تلغيمه التحصين نفسها من ضربات الجيش الوطني.

Fichier vidéo

البرامج الرسمية لإنقاذ مرتفعات القصرين. 

بهدف الحد من التراجع المتواصل للمساحات الغابية بالجهة تعمل السلط المعنية على جملة من المشاريع التي سيكون لها الأثر الطيب في إعادة إشعاع جبال القصرين على غرار مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بجنوب الولاية و الذي يشكل 5 معتمديات هي سبيطلة، و القصرين الجنوبية، و فريانة، و حاسي الفريد، و ماجل بلعباس، بكلفة جملية تقدر ب 203 مليون دينار و الذي يتضمن عديد الجوانب التي نذكر منها ما يخص القطاع الغابي حيث سيتم تجديد منابت الحلفاء في حوالي 500 موقع إضافة إلى إنشاء مصاطب للحماية من التصحر و إنشاء نحو 100 كلم من المساحات الجديدة للزراعات العلفية و مشاجر الظل لحالي 10000 هكتار. 

فضلا عن إعداد برنامج تشجير سنوي يشمل غراسة حوالي 400 هكتار سنويا لتعويض المساحات المحترق على غرار غرس 20 الف شجرة من الصنوبر الحلبي و الحروب بجزء من الغابة المحترقة بجبل الدولاب. 

صورجبال القصرين

 

 

صور  جبال القصرين

    عمل صحفي :رؤوف جباري                     

Articles en relation