Aller au contenu principal

بلدية قلعة سنان: ضعف الآليات التواصلية.. واعتراف بالتقصير

بلدية قلعة سنان: ضعف الآليات التواصلية.. واعتراف بالتقصير هنا في قلعة سنان من ولاية الكاف المعروفة بمائدة يوغرطة، إحدى مدن الجمهورية التونسية الواقعة على الحدود الجزائرية...مواطنون يفقدون المعلومة رغم محاولات المجتمع المدني واعتراف بالتقصير من المجلس البلدي المنتخب، الذي يعاني هو الآخر عدم جدية أغلب أعضائه وتغيبهم المتكرر عن أداء واجبهم تجاه المواطنين مما أفرز ضعفا اتصاليا بين المواطن والبلدية.

وللتذكير، تعتمد مقاربة الديمقراطية التشاركية على مشاركة المواطن الفعالة وحضوره في الجلسات. فلا يكون ذلك إلا عن طريق خطة اتصالية ينفذها المجلس البلدي عبر لجنة الإعلام والتواصل والتقييم "من أهم مجالات اختصاصاتها وضع السياسة الاتصالية للبلدية وضبط وسائل وأدوات الاتصال المادية وغير المادية وتنظيم عمليات إعلام المواطنين والتواصل معهم وتنظيم الأنشطة الاتصالية ومتابعة وتقييم العمليات الاتصالية للبلدية وإعداد التقارير الدورية حولها واقتراح التعديلات الضرورية عند الاقتضاء وتنفيذها وكل ما يتعلق بالمواضيع ذات العلاقة وفي حدود اختصاصات البلدية".

وقبل الغوص في واقع الديمقراطية التشاركية في المنطقة البلدية بقلعة سنان، لا بد من التعرض لمفهومها وأساسياتها ثم آلياتها عبر الفيديو التالي

https://youtu.be/O5mpfj3Qiho وقد نص الفصل 29 لمجلة الجماعات المحلية ضمن القسم الخامس من الباب الأول أنه:" يخضع إعداد برامج التنمية والتهيئة الترابية وجوبا إلى آليات الديمقراطية التشاركية. يضمن مجلس الجماعة المحلية لكافة المتساكنين وللمجتمع المدني مشاركة فعلية في مختلف مراحل إعداد برامج التنمية والتهيئة الترابية ومتابعة تنفيذها وتقييمها. 

تتخذ الجماعة المحلية كل التدابير لإعلام المتساكنين والمجتمع المدني مسبقا بمشاريع برامج التنمية والتهيئة الترابية".

مواطنون فقدوا الثقة في المجلس البلدي

حدثنا سليم عسكري، الناشط بالمجتمع المدني وأصيل المنطقة البلدية قلعة سنان عن عدم ثقته بالمجلس البلدي وأن أعضاءه لم يجتمعوا منذ انتخابهم. يقول: "هوما 18 عضو كان تلموا 10 نا نحول من القلعة... نا نشوف إلي البلدية ماهيش قائمة بواجبها تجاه المواطنين". 

https://soundcloud.com/jawadi-mouhamed/nlrwb503kywl?utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing 

لمزيد فهم الوضعية الاتصالية بين بلدية قلعة سنان والمواطنين قمنا باستبيان رقمي وميداني شمل مواطنين ومواطنات بلدية قلعة سنان، شارك فيه 152 مواطنا منهم 76 من النساء و76 من الرجال إلى جانب تشريك الفئات الهشة والمهمشة. 

 
إلى جانب أننا قمنا بمراعاة المساواة بين الجنسين إناثا وذكورا لتضم الاستجوابات جميع الفئات العمرية شبابا وكهولا، حيث تم تسليط الضوء على علاقة المواطن بالبلدية ومعرفته بالجلسات التشاركية، ومدى مشاركته فيها والأسباب الرئيسية لعدم المشاركة. 

إلى جانب تساؤلاتنا حول الجانب الاتصالي للبلدية ومدى ثقة المواطن في البلدية لتغيير الواقع للأفضل. 
 

تعتبر الجلسات البلدية من أهم الاجتماعات التي تتيح للمواطنين متابعة النشاط البلدي. 

يجتمع أعضاء المجلس البلدي وفق برنامج العمل في أربع دورات، وتنقسم إلى دورات تمهيدية (تسبق الدورة العادية بشهر تخصص لمشاركة المواطنين وتقديم اقتراحاتهم قصد تداولها وأخذها بعين الاعتبار قبيل الدورة العادية). 

ودورة عادية يعقدها المجلس البلدي أربع مرات في السنة خلال أشهر فيفري، ماي وجويلية ونوفمبر. وأخيرا الدورة الاستثنائية التي تعقد بمبادرة من رئيس المجلس أو بطلب من الوالي أو نصف أعضاء المجلس على الأقل. 

حسب استطلاعات الرأي التي قمنا بها، فقد عبر أغلبية المواطنين والمواطنات الذين تم استجوابهم بأنه لا ثقة لهم في المجلس البلدي المنتصب، كما أكد بعض المواطنين الذين شاركوا في الجلسات البلدية وكذلك النشطاء في المجتمع المدني أن الحل للمشكلة الاتصالية في المنطقة هو الاحتكاك المباشر بالمواطن والإيفاء بالوعود من طرف المسؤولين. 

معالجة بطيئة للمشاكل الاتصالية رغم الصعوبات

اتجهنا إلى بلدية قلعة سنان لمعرفة أسباب فقدان الثقة التي عبر عنها المواطنون والمواطنات لنجد مجهودا من طرف إدارة البلدية، وخاصة المكلفة بالنفاذ للمعلومة، السيدة ليلى جلالي لتفيدنا بأن "البلدية إلى تقدر باش تعملوا قاعدة تعمل فيه".

كما أشارت أن بلدية قلعة سنان بصدد العمل على خطة اتصالية متمثلة في تطبيقة إلكترونية هدفها تقريب الخدمات للمواطنين. 

وأفادت محدثتنا أن البلدية تعمل على توعية ونشر ثقافة الرقمنة بمساعدة ثلاث جمعيات وهم على التوالي "الهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي بقلعة سنان" و"جمعية الفروسية" و"فرع الكشافة بالجهة".

https://www.youtube.com/watch?v=hd4RxXkW16Y مشاكل تواصلية واعتراف بالتقصير

للإجابة عن أسئلتنا، قمنا بالتواصل مع رئيس بلدية قلعة سنان، السيد محمد الفاضل غواصي حول المشاكل الاتصالية التي تعانيها البلدية فأجابنا أن المسؤول عن لجنة الإعلام غائب بصفة غير مبررة، كما أكد أن البلدية محدودة الموارد المادية وأن التقصير محمول على البلدية والمجتمع المدني الغائب عن مد يد العون للبلدية والمواطنين كذلك. 

https://www.youtube.com/watch?v=KtRIHMtXvhQ 

لم ننته ولكن قمنا بالاتصال بالمسؤولة عن لجنة الإعلام، السيدة نهال مدافع التي أعلمتنا أنه لا علم لها أصلا بأنها مكلفة باللجنة المذكورة: "ما فيباليش ولم يتم إعلامي بالمنصب". كما أكدت لنا أنها قامت بمقاطعة المجلس البلدي الذي يعاني في حد ذاته مشكلة اتصالية وأن حضورها لن يغير شيئا. في حين أن كل قرار يتخذ يبقى حبرا على ورق. 

حلول الأزمة الاتصالية: 

لحل الأزمة الاتصالية التي تعيشها بلدية قلعة سنان بين مواطنين ومجلس بلدي، وحتى المجلس البلدي في حد ذاته، دعا رئيس بلدية المكان، السيد محمد الفاضل غواصي جميع المواطنين والمجتمع المدني وأعضاء المجلس البلدي للوقوف جنبا إلى جنب لأجل الصالح العام للتحاور وحتى النقد. 

كما حدثتنا السيدة آمال برايكي، رئيسة الهيئة المحلية بالهلال الأحمر التونسي بالجهة عن رغبة المواطنين في حضور الجلسات التشاركية التي تنظمها البلدية، وأفادت أن الحل الوحيد هو الاحتكاك بالمواطن بصفة مباشرة والخروج من أسوار البلدية سواء في المقاهي أو في الأسواق لتشريك جميع المواطنين. 

واقترحت حسب تجربتها السابقة أن يتم استعمال مضخم صوت لإعلام المواطنين بالجلسات نظرا لفاعلية هذه الطريقة في الماضي. 

https://youtu.be/oMLMuZzazts 

لازالت الأزمة الاتصالية والتواصلية تحيط بالمنطقة البلدية "قلعة سنان" رغم أمل أبنائها أن غدا أفضل يمكن أن يتحقق عن طريق الحوار وقيام المسؤولين بواجبهم تجاه المواطن، آملين في تحرك المجتمع المدني المحلي وتفاعل المجلس البلدي إلى تشريك المواطن الذي يمثل الركيزة الأساسية لمفهوم الديمقراطية التشاركية. 

تحقيق محمد جوادي

أنجز هذا العمل في إطار برنامج مراسلون..مراسلو الديمقراطية المحلية...

Étiquettes

Articles en relation