تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

100 ألف تونسي يعانون من حساسية القمح يشتكون غياب الأرز في الأسواق

تشهد تونس منذ أكثر من سنتين نقصًا كبيرًا في العديد من المواد الغذائية من بينها مادة الأرز الذي تفقد تمامًا من المحلات في عدة فترات ولا تتوقف أهمية الأرز على أهميته كمادة غذائية يقبل عليها التونسيين بل تتمثل في أن عددا كبيرا من التونسيون الذين يعانون من مرض الأبطن يعتمدون عليه كالعنصر الغذائي الوحيد الذي يقوم عليه غذائهم لأنهم عاجزون عن تناول منتجات القمح والشعير. ومرض الأبطن أو الداء الزلاقي أو السيلياك وأحيانا يُسمى مرض حساسية القمح كلها أسماء متعددة لمرض واحد وهو مرض مناعي ذاتي مكتسب طويل الأمد، يؤثر في المقام الأول على الأمعاء الدقيقة، حيث يصاب الأفراد بعدم تحمل الغلوتين، الموجود في الأطعمة مثل القمح، الشيلم المزوع، والشعير. وفي هذا 

السياق صرح الشاب تونسي مالك المهيري:”الأرز ليس متوفرا كالسابق في تونس، هناك نقص كبير في المغازات وغيابه يشعرني بعدم الأمان الغذائي ويجعلني مقيدا خاصة وأنني أصنع الخبز يوميا من طحين الأرز لأنني لا أكل القمح.” وللتوقف عند أسباب هذه الأزمة المتعلقة بالأرز والعوامل التي أدت إلى استمرارها، قال الخبير المالي بسام النيفر الذي كشف:”المشكلة الأساسية في الأرز نستطيع ان نلخصها في نقطتين، الأولى: هنالك مشكلة في العرض العالمي لأن الدول الكبيرة المصدرة للأرز مثل الهند وتايلند والفيتنام تشهد عدم تصدير نظرا لحاجة هذه البلدان للأرز في السوق الداخلية وبالتالي التصدير أصبح ثانوي بالنسبة للبلدان التي يمتلك بعضها كالهند 40% من من إنتاج الأرز في العالم. أما السبب الثاني فيتعلق وفق النيفر بالوضعية الصعبة للديوان التونسي للتجارة لأنه المورد الرسمي لهذه المادة في تونس وقال:”يواجه الديوان صعوبات مالية نعرفها جميعا وبالتالي الأولوية القصوى هي المواد الأساسية الأكثر أهمية بالنسبة إلى التونسي كالقمح اللين والقمح الصلب والسكر وهما الأكثر استهلاكا وطلبا في السوق الداخلية أكثر من الأرز الذي يشهد ارتفاعا في سعره.” هذا ووفق الجمعية التونسية لمرضى الأبطن فإنّ عدد المصابين بهذا المرض في تونس أكثر من 100 ألف مصاب. قام 30 بالمائة منهم فقط بتشخيص إصابتهم، فيما لا يعلم البقية بمرضهم، ولا يتخذون الإجراءات اللازمة للتوقي من التعكرات الصحية الناجمة عن هذه الحالة المرضية، التي تتمثل خصوصًا في الإسهال المستمر والشعور بالخمول والإعياء الدائم مما يجعل مادة الأرز مادة غذائية لا تقل أهمية من المواد التي خيرت الدولة استيرادها عوضه.

وسوم

Articles en relation